اطالة امد الحرب وخطورة تدويل الملف اليمني من خارج مجلس الامن
23 أغسطس، 2016
546 9 دقائق
يمنات
محمد محمد المقالح
اقلمة او تدويل الوضع في اليمن من خارج الامم المتحدة اخطر منه من داخل الامم المتحدة وكلاهما خطرا !
بالمقابل يظل خيار حسم معارك الحدود هو الخيار الصحيح والأقل كلفة والأقدر على شروط الحل السلمي وعبر الاتفاق سلمي بين اليمن والسعودية وسواء كان ذلك بإشراف دولي اممي او دولي وإقليمي غير اممي ولكن ذلك بعد الحسم على الارض لا قبله.
ليس من مصلحة اليمن ولا المنطقة جعل العدوان الاجرامي السعودي وتحالفه ضمن أزمات المنطقة في سورية والعراق او ضمن المحاور الإقليمية والدولية التي تبلورت مؤخراً بين روسيا وإيران وسورية وربما تركيا من جهة وبين الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية والفصائل الكردية في العراق وسورية وبعض دول الخليج من جهة اخرى لان اي مساومة هنا او هناك بين هذه الاطراف لن تكون الا على حساب اليمن ونقصا من حقوقها وأمنها واستقرارها وسيادتها.
دخول روسيا او ايران في الملف اليمني مقابل ما يتبلور الان من شراكة بين دول العدوان على اليمن وعلى وجه التحديد امريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات امر جيد ولابأس فيه من حيث المبدأ و لكن هذا الحضور الروسي الإيراني ليس عبر الاشتباك المباشر في الأزمة اليمنية من ناحية ولا في شبكها ببقية الأزمات العربية في سورية والعراق من ناحية اخرى.
ولكن في تعاطيهما معه الوضع في اليمن كملف مستقل من ناحية وعبر التعبير عن مواقفهما كدولتين مستقلتين ترفضان العدوان على اليمن وفقا للقانون الدولي.
والمعنى على روسيا او ايران ان تنتقلان خطوة إيجابية اخرى في موقفهما من العدوان وباتجاه دعم الحق والموقف اليمني وحق شعبه في الدفاع عن نفسه.
وكذا رفض جرائم الحرب التي يرتكبها السعودي وحلفائه ومن ذلك رفض الحصار ورفض الضرر بالوضع المعيش والاقتصادي للشعب وعدم توظيف مجلس الامن والمنظمات الاممية لخدمة المعتدين وجرائم الحرب وبما يخالف القانون الدولي والانساني….الخ
ولا شك ان اي إنجازا لكل من يرفض التدخل في شئون اليمن سيكون إنجازا من قبل هذه الاطراف الصديقة وسينعكس حتما لصالح كل قضايا المنطقة وبطريقة غير مباشرة وبسبب اشتباك السعودية -لا نحن – في كل تلك القضايا وهذا هو المطلوب والذي يجب ان نصر عليه وان لا نسمح بأكثر منه باتجاه شبك الأزمة اليمنية بأزمات المنطقة لان نتائجه ستكون خطيرة وسيسلم اليمنيون امرهم للأصدقاء والعداء ليخرجوا هم من هامش تقرير مصيرهم
اي اشتباك إقليمي او دولي في القضية اليمنية بشكل مباشر لن يكون الا على حساب تضحيات هائلة وصمود أسطوري وبطولات مجيدة وكلها دفعتها اليمن وشعبها ويجب أخذ ثمنها نصرا ناجزا ومستحقا فقط عليك – ايها اليمني- ان تظهره هناك في الحدود وليس في اي مكان اخر.
من يريد ان يدعم اليمن في حربها الدفاعية والتحررية ضد غزو وعدوان خارجي وقح وبربري فل يتفضل ولكن وفقا لأجندات اليمن وأهدافها في الحرية والسيادة ورفض مشاريع التطييف والتشطير وما يسمى بالاقلمة والفدرلة والحروب الدينية والإقليمية والدولية التي لا نهاية لها.
لا تراهنوا ايها اليمنيون سوى على حسم معركة الحدود وبسرعة وضعوا كل العالم امام الامر الواقع بعد هذا الإنجاز الأقل كلفة على الإطلاق وسيكون التدخل سواء كان اممي او غير اممي إيجابيا ولوقف الحرب لا ادامتها وتوقيع اتفاق سلام بين اليمن المعتدى علية والسعودية المعتدية والعاجزة عن هزيمة وكسر اليمنيين واي تدخل إقليمي او دولي قبل احلال هذه المعادلة ستكون خيارات وتدخلات خطيرة وما لم يستطيع العدو تحقيقه بالحرب سيسهم الصديق والعدو في تحقيقه بالسلم المزعوم.